قصيدة من أخر الأشياء

قصيدة من أخر الاشياء

أنا ألتي لا اعترف. سأعترف. عن كل شيء وبكل شيء.

مزقتُ أوراقي القديمة كلها

لم يبقى من حزنٍ لدي

هذي القصيدة حين تسرج خيلها

وتأهبت نحو الوصول

ولقد وصلت ولم يكن ما بيننا

سوى الحروف

إذا بها استعصت علي.

مضيت مسرعة الخطاة, 

ما إن وصلت, 

حتى اكتشفت بأنني  

ضيعت كل شيء

الليل طال.  

تورمت قدماي من طول المسير,

ومؤذن الإصباح أبطأ في  المجيء.

لا زلت أرقب نخلةً

جفّ الشتاء  ولم تفيء.

العام يمضي  

وخلفهُ حلمٌ بطيء,

حلمي كنظم قصيدةٍ فحروفها

لم يكتمل فيها الروي.

أنا ألتي أهوى الدجى

سأجتهد.

في كل شيء.

 

الآن أبتدأُ الحياة

وأسكن الروض البهي

الآن. واشتعلت شموع الأمنيات

ليولد  الصبح النقي

الآن ابتدأُ المسير

نحو المعالي والرقي.

الآن. تخضر أوردة الحياة

فلن يفارقنا الربيع,

وستنبت الأزهار بالحلم العصي.

 

وانتهى ليلٌ طويلٌ

بيدَ أن الجرح حي.

تأليف:

هدى عبده الطيب
شاعرة سعودية لم تعد كفيفة