هي الروح التي تخطك إلى سبيل مختار تحتاج إلى وصايا تدلها بأثر خطى
لابد له أن يكون هو الأصح في خط مسار..
الوصايا كثيرة و خيرها تلك التي تنفع القلب ،و تقوي الروح حفاظا
عليها من أي خطف قد يسلبها إلى طريق لا يرحم ،و لا يصنع ..
و كما نعلم إن الإنسان مدني بطبعه لا يقوى على الوحدة ،لذا
فاختلاطه بالناس قد وجب عليه أن لابد منه ..
لا يكفى أن تختلط بالناس و تمتزج مع فسيولوجيتهم بل لابد أن تكون جزءا من رسالة قابلة لإعادة إرسالها لكل شخص تقابله ،بل لابد أيضا أن تحسن اختيار تلك الرسالة..
لا يكفى أن تختلط بالناس و تمتزج مع فسيولوجيتهم بل لابد أن تكون جزءا من رسالة قابلة لإعادة إرسالها لكل شخص تقابله ،بل لابد أيضا أن تحسن اختيار تلك الرسالة..
فعندما أعيش بطبع مدني لابد لي أن يكون لي طبع رجولي .. فالحقيقة
تقول: أن الرجولة لا تنحاز إلى الذكر دون الأنثى ،فالرجولة لا تمايز بينهم بل إنها
دائما تكون محاذية لروح كل إنسان يحمل معنى المسؤولية .. لذا يمكننا أن نقول
للمرأة رجل إن كانت هي من تحمل كل معاني الرجولة و إن كان هو الشاب لا يحملها
فعذرا لرجولته.
فالواقع يقول أيضا: إن ليس كل رجل هو ذكر ،و ليس كل ذكر هو شاب ..
فالمقاييس تختلف بقدر اختلاف واقع المرء بعينه ..
أم الوصايا و أبيها هي وصية كأمك التي هي باب من أبواب الجنة،و
أبيك الذي هو من يحمل على كتفه حمل المسؤولية اتجاهك ،فيمنحك حياة كريمة من دون أن
تشعر بجهد أبيك ليخلق لك تلك الحياة ..
أم الوصايا و أبيها هي ''التقدير و الاحترام للوجه الذي تقابله في
حياتك اليومية''.
كم شخص يتذمر من روح قد لا تقدره أو لا تكن له الاحترام رغم إنه
يقدم لها الاحترام و التقدير!
كم شخص يشتكي من تقصير صحبه في السؤال عنه أو حتى بالتواصل معه!
كم شخص يعاتب الآخر بأنه لا يعتبر بوجوده و لا حتى يهتم بحضوره أو
غيابه!
كم شخص منا لا يرى التقدير و التعزير من رب العمل على كل جهد قد
يبذله!
يبقى سؤال القضية:
احترامك و تقديرك للآخر ينم عن احترامك لنفسك، لربك،لوالديك، أو للطرف الآخر؟؟
و على قدر جوابك اعرف نفسك بنفسك ..
لنجرب معا لنعيش أسلوب حياة مختلفة تماما عن كل هذه الشبهات التي
قد تجعلك تعيش منعزلا عن الآخر ..
لنعش مع الله لنتعلم من أسمائه الحسنى درسا يجعلنا لا ننكسر أو حتى
نحزن من تقصير الآخر في حقنا ..
كثيرا ما نرتل الدعاء والإلحاح فيه رغم تقصيرنا في حق الله،
فيعطينا من قطرة ماء دعائنا بحرا من الإجابة ..
كثيرا ما نخطيء في حق الله و نذنب ،لكن سجدة واحدة له تنسيه ما قد
أذنب ليهبنا هدية غفران ورضى قد لا تخطر على البال ..
كثيرا ما نسهو عن الصلاة أو إننا نعمل بحب الدنيا و نعمل تثاقلا للآخرة لكن نجد الله قد أكرمنا بيوم آخر لنكمل الحياة ..
هو الله الذي وهبك روح تتنفس الحياة ليمتعك...
قد قصرنا كثيرا في احترام عظمته و تقديرا لجبروته .. فيا لصغر عقولنا التي تحزن على تقصير الآخر اتجاهنا و نحن أكبر المقصرين و أعظمهم في حق الله رغم إنه أكرم شيء في الوجود ..
لذا فلا تحزن يا آبن آدم فلا حق يضيع و لا ظلم ينتصر .. فكل شيء
يموت إلا الله فعش معه ففيه التقدير و التجليل ..
و عامل الناس باسمك لا باسمائهم، و عامل الله باسمائه الحسنى وانهل
عليك حروفا من أسمائه لتربي فيك روحا يحبها الله و يقدرها ..
هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم من له كل
التقدير و الاحترام فهو الأحق .. بقلم: تهاني الخصيبي ..
"عامل الناس باسمك لا باسمائهم"
ردحذفرائعٌ ما خطته يداك .. بانتظار جديدكم
راااااائع وللامام دائما
ردحذف