''و في السماء رزقكم و ما توعدون".
كثيرا ما يخجلني النظر إلى زرقة السماء، أو حتى أن أنصت مسامعي
لصوت خرير الماء .. أشعر إنها وحي من بركة السماء لتكون منبع الأرزاق ، و مورد
الأذكار ..
بينما يأخذني التفكير إلى عالم يغرقني إتساعه ،و يبهرني إمتداد
سنته الضوئية المائتي مائتي مائتي كيلومترات ؛ فيجعلني أرى أنفاسي لا توازي مثقال
وزن حبة رمل تخط بين أرمش أعيني .. فيرعبني هذا التفكير لأطارد أفكاري لتكون بعيدا
عن كل فزع يجعلها ترى صور الله كابوسا ..
السماء و من بها تبعث لنا الحياة مع كل رشفة ماء تسقى أرواحنا قبل
أجسادنا..
أعيننا تعيش تحت زرقة سماء واحده تتبدل أحوالها و ألوانها من أجل
أن تحي لروحك حياة فتستمر و كأن شيئا لم يكن ،و لكن روحك وحدها فقط من لها أن تعيش
تحت السموات السبع .. نعيش تحت زرقة السماء بأعياد لا تمل و لا تكل بل إنها أعياد
تتدفق كأحد أنهار الجنة .. فتسقى أرواحنا فرحا يعرج بها إلى حيث الفضيلة ..
فتخط أقدامنا تحت أرض تتبدل رحمة لجسدك و إكراما لروحك لذا فلقد
رزقنا فيها بعيدين ،عيد يأتي بعد رمضانيات ليروى عطش ريقك ،و عيد آخر يأتي ليكرم
روحك طهرا فتضحى فيه..
ياالله ،ياعظيم .. جعل سمائنا فوقنا و أرضنا تحتنا .. فقط ليعلمنا
كيف إن الأرض فانية و كيف إن السماء باقية ..
السماء هي قبلة الأعياد لكل العالمين ، فتمطر السماء لتقدم لهم أضحية
عيدهم من بركة السماء فتسقي كل الأرواح بهجة تشرق منها شمس الصباح ..
لأعياد السماء طقوس لا تشيه طقوس عيدي الأرض .. فقدسية السماء و
طهرها جعلت من أعيادها أعياد ..
ففي الليل تتلالئ مواقع النجوم لتنير الدنيا فرحا ، فيشاركنا بريق
قمرها و خطف شهبها .. فتنير الظلمة نورا فينزل الرب إلى السماء الأولى
ليشارك خلقه فرحة عيدهم .. فيهبهم من عطائه رزقا و من كرمه فرجا ..
كل الأجواء تمتلئ بهجة ،فترتفع لتلامس السماء فتشرق منها شمس
الصباح .. فيخرج كل العالمين ليتشاركوا فرحة أعياد السماء ..
كثيرا ما نردد: كم نشتاق لعيد
يغسل أوجاعنا!
أنظر إلى السماء بقلبك ،و اسمع لركام سحابها بعقلك .. فللسماء أعياد لا تشبهها أي
أعياد!
فللسماء أعياد تلمس قاع روحك حبا و طهرا!
بقلم: تهاني الخصيبي...~
كلمات جميلة ومؤثرة ..
ردحذفتبعث في النفس الكثير من التفاؤل ..
إلى الأمام ىدائما