فريق "صوتي حياة" تضامنا مع حملة "ما صحيح" يشارك بـــ "سهم الإشاعات"..
وصلني يوم أمس وإني لأحسبُ أنه وصل الكثيرين غيري، خبرٌ مفادٓهُ: أن محطةَ الوقودِ في الجهة الشرقية من بلدتي احترقت نتيجةً لشدة ارتفاع درجة الحرارة فيها، وكان ضحيتُها أربعةٌ من الشبابِ العمانيين وثلاثةٌ آخرين من الجنسيةِ الآسيوية..
كان الخبرُ قويًا جدا لأحتمله، فالمحطةُ في بلدتي، وقريبي ممن يعملون بها، وقد ألهبتْ حرارةُ الخبرِ في نفسي من الضيقِ كسهمٍ ناري فتكَ بصاحبه..
تعوذتُ من الشيطان وتوضأت، ثم تيقنتُ لوهلة أنني كنتُ بالمحطةِ ذاتها قبل عشر دقائق بالضبط.. فكيف حدث الحريق؟!..
ارتديتُ سيارتي ومضيتُ إلى مقر الحريق المزعوم، ولم ألمح إلا زخمٌ من الناس كُلٌّ يأخذ بمراده، مع بعض من أمثالي ممن دفعهم الخبر لتحري اليقين..
لا أعلم ماذا يكون شأنهُ من صبغٓ الخبرَ الكَذِبٓ هذا، وما هي فائدتهُ المرجوة من ذلك.. وإني لأحسبهُ يسعى إلى درنٍ أسوأ من أن يُطلب هكذا.. وأما الآن وقد انتصبَ اليقين أمامي فإني والله ما ظانٌ بناشر الزَيفِ من الأخبارِ هذا إلا عبدٌ من عبيد الباطل، وليت أمثالَهُ يعلمون من شؤونِ الإشاعاتِ ودركها،فيضعوا أيديهم على الحقيقة..
وجملة الحال هنا.. ربما لكان من أصحاب الأخبارِ الزائفة ما يستسنون به من أنفسهم ليزكوها عند الناس ويعلو قدرهم، بل إن مردودها أدهى وأمَّر إن كانوا يعلمون، فما نحن بجاهلون على ما كان من أمر الإشاعات ولا هم مدركون مما يكون، فالشائعاتِ تُفشي الهمَ والفزعَ بين الناس، وتنشر بينهم الكثير من أهوال الضيقِ والسوء، فيموت "قاسمٌ" عندهم وهو حي بين الناس يُرزق، ويحترقُ البيت العالي عندهم وهو قائمٌ ما به شيء من ضرر، وينشأ حادث تصادم ويموت أصحابها وما في ذلك كلهُ من حق..
إن طلبَ الحقيقةِ يا رعاع القومِ ليس مرادًا صعبًا يستحيلُ وصوله، وليست الشائعات سبيلًا للوصول إلى القلوب والعقول الصحاح.. ويكفي ذلك ذكرا قوله تعالى:"يآيها اللذين ءامنوا إن جآءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا إن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"..
وها هنا فقط تعلو الحقيقة وتسقط الإشاعة..
كلمات: عويشة المعمري
0 التعليقات: