وأنا حكايتي المطر..


وأنا حكايتي المطر..

حتما للمساء حكاية صامتة، تبدأ

عند اقتراب خيط الغروب على الرحيل، ولكن حين تمطر السماء فتلك حكاية أخرى، قصتها لي الغيوم يوما ما... يوم أن كنت أنتظر وأنتظر... أنتظر كطفل يرقص فرحا ومرحا بلعبة سيهديها له أبوه..لا بد لي أن أنتظر المطر، فكل شيء يبدو جميلا في حضرة المطر،حتى الأرض تنتظره لهفة عطشى بعد محل وجفاف، تنتظره لتكتسي ثوب البلل، فتغطي التلال بالبساط الأخضر، وتعكس ضوء الإنارات الخافتة على حبات المطر في شوارع المدينة..لا عجب أن أنتظر المطر،لأرسم الأمل بأن الأجمل قادم بلا أدنى شك..المطر يا صاح.. يوقظني متى ما أتى.. يوقظ الحنين داخلي،ويوقظ تفاصيلا في حياتي نسيتها وتناسيتها..فصوت أبي-أنقى من زخة مطر، وحنان أمي- أعذب من قطرة مطر.. لذا هو يريحني ذاك المطر،ويؤلمني حين أرى فيه هما فاض وانهمر..يؤرقني المطر حينا أخرى..السماء يا صاح علمتني البكاء مرارا وتكرارا، ولكنها لم تعلمني يوما كيف أكفكف دموعي!علمتني أن أتذكر من فارقتهم،فأنسى لذة المطر،وحلاوة رائحته.. علمتني أن أشتاق لوجود أحدهم كان يشاركني الجلوس تحت المطر،لم يمكث طويلا فقد احتضنه الثرى..المطر يا صاح جنة لقلبي،يحضن بكائي المر،ويدفئ حبي الصادق ويضحك حزني الساهد،ويلملم شوقي منتصف الليل..-يوم أن كنت وردة،هاجت بي الرياح يا صاح، كان لا بد لي أن أنتظر وأنتظر.. أنتظر المطر، حتى ينثر عبيق زهري عطرا باردا..هاقد تعلمنا البكاء سويا-أنا وقلمي- حتى بات ينزف حبرا، وبت أنا أنزف دمعا، لا أريد للمطر أن يقف حتى لا تقف حكايتي حينها،،،لا بأس يا أصحاب،فكلنا له حكايته وأنا حكايتي المطر..

عويشة بنت عبدالله المعمري
19/4/2013

0 التعليقات: